كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



عبدة بن سليمان: عن الأعمش عن شقيق:
قال عبد الله: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161] على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟
لقد قرأت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سبعين سورة ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني لرحلت إليه.
قال شقيق: فجلست في حلق من أصحاب محمد-صلى الله عليه وسلم- فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه (1).
__________
= من طريق عبدة بن سليمان عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم عن ابن مسعود... ومن طريق أبي شهاب عن الأعمش عن أبي وائل قال: " خطبنا ابن مسعود فقال: كيف تأمروني أقرأ على قراءة زيد بن ثابت بعد ما قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا
وسبعين سورة وإن زيدا مع الغلمان له ذؤابتان ".
وأخرجه أحمد 1 / 411 من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود.
(1) أخرجه مسلم (2462) في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه.
وقال النووي 5 / 325 في " شرح مسلم ": معناه أن ابن مسعود كان مصحفه يخالف مصحف الجماعة.
وكانت مصاحف أصحابه كمصحفه فأنكر عليه الناس وأمروه بترك مصحفه وبموافقة مصحف الجمهور.
وطلبوا مصحفه أن يحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع وقال لأصحابه: غلوا مصاحفكم أي: اكتموها.
(ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) يعني: فإذا غللتموها جئتم بها يوم القيامة وكفى لكم بذلك شرفا.
ثم قال على سبيل الإنكار: من هو الذي تأمرونني أن آخذ بقراءته وأترك مصحفي الذي أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
وقال القرطبي في " المفهم " 4 / 39 / 2: " لما رأى عثمان حرق المصاحف ما عدا المصحف الذي بعث نسخته إلى الآفاق ووافقه على ذلك الصحابة لما رأوا من أن بقاءها يدخل اللبس والاختلاف في القرآن ذكر ابن مسعود الغلول وتلا الآية ثم قال: إني غال مصحفي فمن استطاع منكم أن يغل مصحفه فليفعل فإن الله يقول: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) على قراءة من تأمروني أقرأ؟ على قراءة زيد! لقد أخذت من في رسول الله بضعا وسبعين سورة وزيد له ذؤابتان يلعب مع الغلمان ".
ومعنى قوله: غلوا مصاحفكم أي: اكتموها ولا تسلموها والتزموها إلى أن تلقوا الله بها كما يفعل من غل شيئا فإنه يأتي به يوم القيامة يحمله.
وكان هذا منه رأيا انفرد به عن الصحابة فإنه كتم مصحفه ولم يقدر عثمان ولا غيره على أن يظهره.
وانتشرت المصاحف التي كتب بها عثمان إلى الآفاق ووافقه عليها الصحابة وقرأ المسلمون عليها وترك مصحف عبد الله وخفي إلى أن وجد في خزائن بني عبيد بمصر عند انقراض دولتهم وابتداء دولة الغز.
فأمر صدر الدين قاضي الجماعة بإحراقه على ما سمعنا من شيوخنا.
وقوله: على قراءة من تأمروني أقرأ قاله إنكارا على من أمره بترك قراءته ورجوعه إلى قراءة زيد مع أنه سابق له إلى حفظ القرآن =